«دافوس 2025»: صندوق جديد للتصدي لتأثيرات تغير المناخ على الصحة
«دافوس 2025»: صندوق جديد للتصدي لتأثيرات تغير المناخ على الصحة
أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" عن إطلاق صندوق "الصحة والمناخ التحفيزي" بقيمة 50 مليون دولار، بمشاركة الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، ومؤسسة غيتس، وشركة سانوفي عبر مؤسستها الخيرية، استهدفت المبادرة تقديم دعم عاجل للمجتمعات الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، من خلال بناء نظم صحية مرنة قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة.
ووفقا لبيان نشره “الصندوق العالمي”، اليوم الثلاثاء، خصصت المبادرة تمويلًا أوليًا بلغ 40 مليون دولار من مؤسسة غيتس و10 ملايين دولار من سانوفي، وركزت الجهود على تلبية الاحتياجات الملحة، مع التأكيد على تعزيز استجابات الدول الأكثر عرضة للتأثيرات المناخية.
وأكدت تقارير دولية أن تغير المناخ يفرض تحديات صحية خطيرة، حيث أدى إلى اضطراب الأنماط المناخية وزيادة شدة الكوارث الطبيعية، وعانى ملايين الأشخاص في الدول النامية، لا سيما النساء والأطفال، من أعباء ثقيلة جراء الكوارث المتكررة، مثل الجفاف والفيضانات.
وساهمت هذه الأزمات في تدمير نظم الصحة العامة والبنية التحتية الأساسية، مما دفع الحكومات والمنظمات الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الفئات الأكثر ضعفًا وضمان استمرار الخدمات الصحية الأساسية.
دعم الشركاء الدوليين
ثمّنت وزيرة الصحة في مالاوي، كمبزي كاندودو تشيبوندا، المبادرة الجديدة، مؤكدة أن بلادها شهدت تأثيرات مباشرة وقاسية لتغير المناخ على الصحة العامة.
وأشارت إلى أن الفئات الأكثر تضررًا لم تسهم فعليًا في تفاقم المشكلة المناخية، ورأت أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو تحسين مرونة النظم الصحية وزيادة القدرة على الاستجابة للطوارئ.
وشدد الرئيس التنفيذي لشركة سانوفي، بول هودسون، على أهمية التعاون بين القطاعات المختلفة لمواجهة التحديات المشتركة، وأكد أن تخصيص أقل من 5% من تمويل التكيف المناخي للصحة يستدعي تدخلات عاجلة لضمان وصول الدعم إلى الدول الأكثر حاجة.
تعزيز نظم صحية مستدامة
استهدف صندوق الصحة والمناخ التحفيزي تحسين النظم الصحية في البلدان النامية، من خلال توفير تمويل مبتكر يساعدها على التكيف مع التحديات المناخية، كما ركز على تمكين الدول من تطوير مقترحات فعالة للحصول على تمويل إضافي في المستقبل.
وقال المدير التنفيذي للصندوق العالمي، بيتر ساندرز، إن 71% من استثمارات الصندوق تذهب إلى أكثر من 50 دولة تواجه أكبر التحديات المناخية والصحية.
وشدد على أن الأمراض المعدية مثل الملاريا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتأثيرات المناخ، مما يجعل تعزيز النظم الصحية ضرورة ملحة لتقليل المخاطر.
شراكات فعّالة
أكدت نائبة رئيس مجلس إدارة الصندوق العالمي، بيانس غواناس، أن الصندوق العالمي يمتلك خبرة طويلة في العمل مع الدول النامية لتعزيز النظم الصحية، وشددت على أهمية التعاون مع الشركاء الدوليين، والاستفادة من الابتكار والمشاركة المجتمعية، لبناء نظم صحية قادرة على مواجهة التحديات المناخية المتزايدة.
ويُعد هذا الصندوق خطوة مهمة نحو سد الفجوة بين تمويل التكيف المناخي والصحة، مما يعكس التزام المجتمع الدولي بمواجهة تحديات تغير المناخ وتأثيراته الصحية على أكثر الفئات ضعفًا في العالم.
يذكر أن الصندوق العالمي هو حركة عالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والسل والملاريا وضمان مستقبل أكثر صحة وأمانًا ومساواة للجميع، وهو يجمع ويستثمر 4 مليارات دولار أمريكي سنويًا لمحاربة هذه الأمراض، وتعزيز النظم الصحية في أكثر من 100 دولة.